أعلنت شركة “أبل” عن إطلاق خدمتها الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحسينات كبيرة على مساعدها الصوتي “سيري” (Siri) في حزيران/يونيو الماضي، مع خطط لبدء اختبار هذه التحسينات في وقت لاحق من هذا العام. ومع ذلك، من المتوقع أن بعض الميزات لن تظهر حتى العام القادم، وفقًا لتقرير جديد.
تعد خدمة “Apple Intelligence” القادمة بالعديد من الميزات الجديدة عند بدء الاختبار هذا العام، بما في ذلك مظهر محدث وتحكم صوتي أكثر سهولة ودمج مع “ChatGPT” الشهير من “OpenAI”. وأوضح تقرير جديد من “بلومبرغ” يوم الأحد أن “أبل” تخطط لتقديم المظهر الجديد لـ “سيري” ودمج “ChatGPT” في وقت لاحق من هذا العام، بينما لن تكون القدرات الجديدة للتحكم في التطبيقات بالصوت وفهم ما يظهر على الشاشة جاهزة حتى العام المقبل.
اقرأ/ي أيضاً: ترجمة مباشرة من سامسونج قد تصل إلى واتساب مع توسع الذكاء الاصطناعي
وذكر التقرير: “لن تكون أي من هذه التحديثات جاهزة عند إطلاق Apple Intelligence هذا الخريف”.
تتخذ “أبل” نهجًا أكثر تحفظًا في إطلاق خدمات الذكاء الاصطناعي مقارنةً بعمالقة التكنولوجيا الآخرين. شركات مثل “مايكروسوفت” و”ألفابيت” المالكة لـ “جوجل” و”ميتا” المالكة لـ “فيسبوك” و”OpenAI” سارعت إلى إطلاق ميزات جديدة، مما أثار اهتمام المستهلكين، ولكن للأسف، تم إطلاق بعض المنتجات الجديدة بنتائج متباينة.
من الجدير بالذكر أن “جوجل” أثارت الانتباه عندما أضافت ملخصات “AI Overviews” إلى نتائج البحث الخاصة بها. وقد بدأت هذه الميزة، التي أطلقت في أيار/مايو، بنشر نظريات المؤامرة العنصرية ونصائح صحية خطيرة، مثل توصية الناس بتناول الصخور أو إضافة الغراء إلى البيتزا للحفاظ على الجبن. بعد أن انتشرت النتائج المحرجة لـ “جوجل” بشكل فيروسي، قالت الشركة إنها ستبطئ من إطلاق هذه الميزة، ومع ذلك، وجد بعض المنشورات أنها ما زالت تنشر معلومات مضللة بعد ذلك.
قالت “أبل” إن نهجها يستند إلى الجهود المبذولة لضمان الشفافية حول المحتوى الذي يتم إنشاؤه أو تعديله بواسطة الذكاء الاصطناعي، من بين أمور أخرى. كما أكدت “أبل” على أهمية الخصوصية للمستخدمين، وهو ما يعتبر نقدًا مباشرًا للشركات الأخرى التي حذرت المستخدمين من أن البيانات التي يلمسها الذكاء الاصطناعي قد تستخدم لتدريب التكنولوجيا.
يبقى ما إذا كان نهج “أبل” سيكسب رضا المستهلكين أو سيغير نهج صناعة التكنولوجيا تجاه الذكاء الاصطناعي غير مؤكد. ولكن هذا يبرز بعض الأسئلة الرئيسية حول تأثير الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، أصدر باحثون عبر “جوجل” الشهر الماضي تقريرًا مكونًا من 29 صفحة يحذر من أن استخدام الناس للذكاء الاصطناعي لإغراق الإنترنت بمحتوى “منخفض الجودة، يشبه البريد المزعج ومحتوى ضار” قد يؤدي إلى فقدان الثقة في جميع المعلومات الرقمية. النتيجة الفعلية ستكون أن “محتوى الذكاء الاصطناعي” سيقوض فهمنا المشترك للواقع.
تأمل “أبل” في تجنب العديد من هذه القضايا من خلال ميزات الذكاء الاصطناعي ذات التركيز الأضيق، مثل كيفية تحديد الخطط التي يتم إعدادها في البريد الإلكتروني أو تلخيص سلسلة رسائل طويلة بين الأصدقاء تلقائيًا. وقد روجت الشركة لخدمة “Apple Intelligence” باعتبارها تساعد على “جعل منتجاتك الأكثر خصوصية أكثر فائدة وممتعة”.
حتى الآن، رحب المستثمرون بنهج الشركة، مما دفع أسهم “أبل” إلى أكثر من 3.4 تريليون دولار، وهو أعلى قيمة لها على الإطلاق.