تشهد كاميرات الهواتف الذكية تطورًا ملحوظًا وواضحًا يومًا بعد يوم، وبعد أن كانت مجرد إضافة ترفع مدى تعلقنا بالهواتف ومعدل استخدامنا لها، أصبحت شقًا وعنصرًا رئيسيًا تستخدمه الشركات المصنعة للهواتف في الترويج لهواتفها الحديثة، وأصبحت أحد أهم نقاط المقارنة وعناصر المنافسة بين هذه الشركات.
وقد شهد هذا العام اختلاف عن الأعوام الماضية فيما يتعلق بالمنافسة في عالم كاميرات الهواتف الذكية، فبعد ما كانت المنافسة محصورةً بين آيفون وسامسونج فقط، دخلت أسماء جديدة في المقارنة، وهو ما يدلل على اهتمام هذه الشركات بهذا المجال وسعيها لتطويره مستغلةً كل إمكانياتها التقنية والبحثية، ومن هنا ظهرت أسماء هواتف تابعة لجوجل وLG وHTC.
واليوم نسعى لتحديد أفضل كاميرات الهواتف الذكية لعام 2017، من خلال إجراء مجموعة من المقارنات بين الهواتف الأفضل في هذا القطاع. لذا، قلصنا قائمة طويلة من الهواتف الذكية إلى 5 هواتف هي الأفضل، وهي آيفون إكس، جوجل بيكسل 2 إكس إل، سامسونج جلاكسي نوت 8، U11 من HTC، و V30 من LG. وباختيار هذه الهواتف نكون أيضًا قد تحدثنا عن هاتف جوجل بيكسل 2 المدعوم بذات كاميرا 2 إكس إل، وهاتفي سامسونج إس 8 وإس 8 بلس اللّذين لا تختلف كاميراتهما عن كاميرا نوت 8، أمّا هاتف آيفون 8 فتختلف الكاميرا الخاصة به عن آيفون إكس من حيث فتحة عدسة الكاميرا المقربة telephoto فقط.
نعتمد في هذا الاختبار على استخدام الهواتف المختارة في التقاط الصور ذاتها بالإطارات ذاتها دون أي تدخل أو تعديل، بمعنى أنّ الإعدادات الأوتوماتيكية هي المختارة في جميع الصور الملتقطة باستخدام تطبيق الكاميرا الرئيسي لكل هاتف، وهنا يمكننا اختبار الإمكانيات الفعلية لمكونات الكاميرا والعدسات والحساسات دون أي تدخل من تطبيق احترافي أو تعديل خارجي، وهنا نتبع الوسيلة ذاتها التي يجري بها موقع GSMArena اختباراته التقنية على كاميرات الهواتف، والتي تتسم بجانب تقني وعلمي أكثر تعمقًا من أي موقع اختباري آخر، كما قمنا بالاستعانة بمجموعة من الصور الملتقطة عبر موقع ذا فيرجي، والمستخدمة في مقارنة مشابهة.
[ads1]
[ads2]
والآن سنبدأ مقارنتنا من خلال تقسيم أوضاع التصوير إلى أقسام مختلفة نناقشها بالتفصيل.
التصوير في الإضاءة المنخفضة
سنبدأ مقارنتنا بواحدة من أصعب ظروف التصوير إن لم تكن أصعبها على الإطلاق، وهو التصوير في الإضاءة المنخفضة الذي يعد تحديًا قويًا لكاميرات الهواتف الذكية، ومحددًا للفروق فيما بينها.
في المجموعة الأولى من الصور والمعروضة بالأعلى استطاع هاتف HTC U11 تحقيق نتيجة رائعة وغير متوقعة، والسبب هو أنّ كاميرا الهاتف لا تحاول تقليل الضوضاء كما هو الحال في الهواتف الأخرى، وهو ما قد ينتج عنه ظهور واضح للضوضاء في بعض الصور، ولكن في الوقت ذاته يسمح للكاميرا بالتقاط تفاصيل أكثر من أي هاتف آخر، وهو ما يتضح جليًا في اللوحة المعدنية أسفل المبنى في الصورة، حيث لم تتمكن أي كاميرا أخرى من القائمة التقاط مثل هذه التفاصيل.
أمّا كاميرا هاتف جوجل بيكسل 2XL، فقد عملت تقنية HDR+ على التقاط صورة جيدة إلى حد كبير، وتقوم هذه التقنية بتصوير عدة صور بمجرد الضغط على زر التصوير، ثم تعمل على الدمج بينهم لإنتاج صورة نهائية أفضل، وسيتضح تأثير هذه التقنية في عدة صور أخرى سنعرضها فيما بعد.
لم تختلف كاميرات هواتف آيفون إكس وسامسونج نوت 8، بينما كانت الأسوأ في هذا الاختبار هي كاميرا هاتف LG V30 الذي أنتج صورةً داكنةً مظلمةً إلى حد كبير مع تفويت نسبة كبيرة من التفاصيل.
في صورة أقل تحديًا، لم تختلف الهواتف المختارة كثيرًا عامةً وإن اختلفت في بعض التفاصيل، وبقي هاتف LG V30 في ذيل القائمة بصورة داكنة ومظلمة وباهتة تفتقر إلى التفاصيل، أمّا كاميرا هاتف جوجل بيكسل فقد تمكّن من إنتاج الصورة الأفضل من حيث التفاصيل الدقيقة الواضحة حتى في المناطق المظللة في الصورة، وهو ما استطاع تحقيقه أيضًا هاتف HTC U11 الذي استطاع الاحتفاظ على وضوح الصورة دون زيادة سطوع المناطق المضيئة مثل: الإضاءات.
[ads1]
[ads2]
في هذه الصورة اختلف الوضع بين هاتفي آيفون وسامسونج قليلًا، فالأول أنتج صورةً جيدةً عن سابقتها، ولكن مع تفويت عدة تفاصيل في المناطق المضيئة مثل: خيوط الإضاءة، والتي حاول هاتف سامسونج توضيحها فعرضها لسطوع زائد عن الحاجة كما يتضح.
في المجموعة الثالثة من الصور استطاع هاتف بيكسل أن يفرض سيطرته الكاملة على الأمور، فاستطاع إنتاج صورة واضحة ونقية وطبيعية إلى حد كبير على الرغم من وجود الشمعة في الخلفية، والتي مثلت تحديًا يكمن في وجود نقطة ساطعة في الإضاءة المنخفضة، وهو ما يسبب ارتباكًا لحساسات وعدسات بعض كاميرات الهواتف، أمّا هاتف HTC U11 فقد حافظ على نتائجه المتقدمة بتقديم صورة ساطعة، وإن كانت تفتقد قليلًا للواقعية وطبيعية المشهد الفعلي، وهو ما يتضح في لون الخشب أسفل الكوب، ومرة أخرى جاءت نتائج سامسونج وآيفون قريبةً، بينما تقدم هاتف LG قليلًا ولكنه لا يزال في المؤخرة في هذا الجانب من المقارنة.
مجموعة أخرى توضح مدى تفوق هاتف جوجل بيكسل 2XL في التصوير في الإضاءة المنخفضة والليلية، فقد استطاع الهاتف تقديم أقرب صورة للواقع دون فقدان الكثير من التفاصيل مع تقليل الضوضاء إلى حد كبير وواضح، بينما جاءت نتائج هاتفي HTC وآيفون إكس متقاربةً بعض الشيء من حيث محاولة زيادة سطوع الصورة لإظهار تفاصيلها، وهو ما نتج عنه نتيجةً عكسيةً في حالة آيفون إكس الذي أضاف صبغةً حمراء على الصورة بشكل عام، وخسر الكثير من التفاصيل كما يتضح في الأشجار أعلى الصورة، وهو ما حاوت تفاديه كاميرا هاتف HTC فأنتجت صورةً أفضل قليلًا، أمّا كاميرات هاتفي نوت 8 و LG V30 فلم تكن نتيجتهما قويةً كفايةً لمنافسة الهواتف الثلاثة الأولى.
التصوير في ضوء النهار
بالخروج إلى النهار تختلف النتائج قليلًا، فيتميز في هذه المجموعة من الصور هاتف آيفون إكس من حيث دقة الألوان وتعرض الإضاءة، بينما تفوق هاتف جوجل بيكسل من حيث التفاصيل الدقيقة التي أظهرها بوضوح رائع، وهو ما نجحت فيه كاميرا هاتف HTC U11 إلى حد كبير، أمّا هاتف سامسونج نوت 8 فلم يتمكن من التغلب على صعوبة تصوير الجليد التي تتسم في محاولة الكاميرا التفريق بين درجات ألوانه وبين اللون الأبيض، فأنتج صورةً تتسم بالزرقة قليلًا، أمّا كاميرا هاتف LG V30 فجاءت نتيجتها باهتةً للغاية.
في ضوء النهار الواضح والألوان المتباينة جاءت النتائج عمومًا متقاربةً، ولكن بالتدقيق نجد أنّ هاتف جوجل بيكسل 2XL قد استطاع إنتاج صورة رائعة للغاية ودقيقة إلى حد كبير من حيث التفاصيل، والفروق بين الألوان مع الحفاظ عل الظلال بين المبنيين أسفل الصورة، أمّا هاتف آيفون إكس فقد شارك هاتف بيكسل إظهار التفاصيل ذاتها وإن تأخر قليلًا عنه في قوة ودقة إنتاج الألوان، وهو ما تميز به أيضًا هاتف HTC U11 الذي اهتم بالتدقيق بين الألوان على حساب تفاصيل ضئيلة للغاية لا تظهر من النظرة العامة للصورة، أمّا هاتف سامسونج نوت 8 فقد قدم نتيجةً مرضيةً إلى حد كبير، على عكس هاتف LG V30 الذي افتقرت صورته للكثير من التفاصيل.
تمثل هذه المجموعة من الصور تحديًا جديدًا يكمن في أنّ سطوع السماء في الصورة أعلى من الضوء الساقط على السيارة، وهنا تباينت النتائج حيث قدم هاتف جوجل بيكسل أفضل صورة من حيث التفاصيل وفروق الألوان للسماء، بينما قدم هاتفي آيفون وHTC ألوان السيارة والجليد بدقة رائعة، واختلفا من حيث تقديم الأول لصورة تتسم بالدفء والتفاصيل القوية للسماء والسحب عن الثاني.
على الرغم من عدم تقدم هاتف سامسونج نوت 8 في الترتيب حتى الآن، إلّا أنّه ينتج صورًا قريبةً من الهواتف الثلاثة الأولى المتفوقة بوضوح حتى هذا الاختبار، على عكس هاتف LG V30 الذي أنتج صورةً تنتجها الهواتف الذكية التي تعود لعامين مضوا.
[ads1]
[ads2]
التصوير في وضع بورتريه Portrait Mode
ثلاثة هواتف فقط من قائمتنا مدعومة بهذه الخاصية، وهي آيفون إكس وسامسونج نوت 8 وجوجل بيكسل 2XL، وتتسم هذه الخاصية بمحاولة تحديد العمق بين العناصر في مقدمة إطار الصورة والعناصر في خلفيتها، وهو ما تقوم به العدسات الطويلة ذات فتحة العدسة الكبيرة في الكاميرات الاحترافية، وتختلف هواتف سامسونج وآيفون عن هواتف جوجل بيكسل من حيث أنّها تقوم بتحديد هذه البيانات عبر كاميرا مزدوجة العدسات، مستغلةً الفارق في المساحة بين العدستين لتحليل وحساب بيانات العمق بين عناصر الصورة، وهنا يتفوق هاتف آيفون إكس عن هاتف سامسونج نوت 8 من حيث التفاصيل ودقة إعادة إنتاج الألوان، وهو ما افتقر إليه نوت 8 كما يتضح من الصورة بالأسفل.
أمّا هاتف جوجل فيعتمد على طريقة مختلفة شبيهة بالكاميرات الاحترافية لكنها تفتقر إلى إمكانياتها، حيث يعتمد هاتف بيكسل 2 على تقنية البيكسلات المتجاورة في حساسات العدسة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى صورة بتأثير ضبابي اصطناعي إلى حد كبير؛ لعدم قدرة الهاتف على الحساب الدقيق لفارق العمق بين عناصر الصورة، ولكنها تتفوق أيضًا من حيث التفاصيل العامة والفارق بين عناصر الصورة ككل بغض النظر عن مدى العمق بينها.
التصوير بالكاميرا الأمامية (سيلفي)
قد لا يهتم أغلب متابعينا بالقسم الماضي من هذه المقارنة كما هو الحال مع القسم الذي سنتناوله الآن، فلقد أصبحت قوة الكاميرا الأمامية (سيلفي) أحد أهم وسائل الدعاية للهواتف الذكية؛ لما تمثله من أهمية لملايين المستخدمين حول العالم سواءً انتموا لجيل الألفية الجديدة أو غيرهم.
في هذا القسم سنناقش الكاميرا الأمامية (سيلفي) في وضعي إضاءة النهار الخارجية والإضاءة الصناعية الداخلية المنخفضة، وفي الحالة الأولى تفوق هاتف جوجل بيكسل 2XL مرة أخرى من حيث الوضوح والتفاصيل والتوازن بين الألوان والظلال، وهو الوضع ذاته في الحالة الثانية، أمّا هاتف آيفون إكس فقد أظهر تفوقًا واضحًا في الحالة الثانية عنه في الحالة الأولى، أمّا هاتفي LG وHTC فقد فقدا قوة إنتاج ألوان تحاكي الواقع في الحالة الثانية، وهو ما يظهر جليًا في لون الوجه، وإن تميز هاتف HTC من حيث التفاصيل في الحالتين الأولى والثانية عن هاتف LG، أمّا هاتف سامسونج نوت 8 فقد قدم صورةً متوازنةً في الحالتين، وإن لم تكن الأروع ولكنها استطاعت الموازنة بين التفاصيل ودقة الألوان، وتقليل الضوضاء في الصورة منخفضة الإضاءة.
تصوير الفيديو
اعتمادًا على مقارنة أجراها موقع ذا فيرج من خلال فيديو مصور، يمكننا تلخيص الفوارق بين الهواتف الخمسة في عدة نقاط واضحة ومحددة.
بدعم خاصيتي الثبات البصري والرقمي يقدم هاتف جوجل بيكسل 2XL أفضل صورة فيديو بين الهواتف الخمسة، ولكنه يعاني للغاية فيما يتعلق بجودة التسجيل الصوتي.
يتميز هاتف سامسونج نوت 8 بتصوير عالي الجودة 2K للكاميرا الأمامية، وهو ما لا يقدمه أي هاتف آخر، كما يقدم تصوير فائق الجودة 4K متميز للكاميرا الخلفية، تصوير بطيء رائع وقوي، بالإضافة إلى تسجيل صوتي واضح.
يستطيع هاتفي آيفون وسامسونج التصوير البطيء بمعدل 240 إطار في الثانية، وإن كان يتفوق هاتف آيفون بهذه الخاصية في دقة عرض 1080p، أمّا هاتفي بيكسل وHTC فيقدمان إمكانية التصوير البطيء بدقة 1080p بمعدل 120 إطار في الثانية فقط.
على الرغم من أنّ تسويق هاتف LG V30 اعتمد على إمكانياته لتصوير الفيديو، إلّا أنّه لم يقدم نتائج رضية بالمرة، وكانت مقارنته بالهواتف الأخرى في غير صالحه تمامًا.
[ads1]
[ads2]
الخلاصة
طبقًا للاختبارات السابقة يتضح أنّ كاميرا هاتف جوجل بيكسل 2XL هي الأفضل بين كاميرات الهواتف الخمسة موضع الاختبار، فعلى مختلف ظروف التصوير والإضاءة استطاع هاتف جوجل بيكسل 2 إنتاج تفاصيل رائعة، ألوان دقيقة للغاية، ومحاكاة للواقع حتى في الإضاءات المنخفضة والظلال.
استطاع هاتف HTC U11 أن ينافس وأحيانًا يتفوق على هاتف جوجل بيكسل 2 في العديد من الظروف المتعلقة بالكاميرا الخلفية، ولكن المركز الثاني لا يزال من حق هاتف آيفون إكس الذي حقق نتائج مقاربة من هاتف جوجل رغم بعض العيوب، ويتمتع أيضًا بعدد كبير من الإمكانيات مثل: عدسة telephoto، وضع البورتريه، التصوير البطيء بمعدل 240 إطار في الثانية بجودة 1080p، وأيضًا الكاميرا الأمامية الرائعة.
أمّا إن كنت تبحث عن هاتف قادر على تصوير مقاطع فيديو رائعة فعليك اختيار هاتف سامسونج نوت 8 دون أدنى تفكير، فهو الأفضل بين هذه الهواتف فيما يتعلق بتصوير الفيديو، وإن كان حقق نتائج متراجعة أقل من الهواتف الثلاثة الأولى فيما يتعلق بتصوير الصور الثابتة، أمّا هاتف LG V30 فقد حقق نتائجًا مخيبةً لا على نطاق هذا الاختبار فقط، بل أيضًا على نطاق مقارنة بهاتف سابق للشركة ذاتها، وهو هاتف G4 الذي احتل المركز الأول في مقارنات كاميرات الهواتف الذكية منذ عامين.
المصدر : arageek