شرعت شركات الاتصالات السعودية بالاتجاه فعلياً صوب تشكيل تحالفات تتجاوز مرحلة المنافسة التقليدية أسوة بتوجه شركات الاتصالات العالمية، وذلك لتقنين المصروفات ومواجهة ضغوط الشركات العالمية.
ووفقاً لصحيفة “الرياض” السعودية، ستسعى الشركات السعودية بعد التحالف لمشاركة مؤسسات وشركات الاتصالات العالمية في أرباحها، رغم بروز مخاوف من سعي شركات الاتصالات السعودية لتثبيت الأسعار مستقبلاً في حالة استمر تطوير التحالفات إلى الباقات والخدمات المقدمة.
وتأتي بوادر التحالف المحلي بعدما كشفت شركة “موبايلي” عن توجه بالتحالف مع شركة “الاتصالات السعودية” لإبرام اتفاق مشاركة في أبراج الاتصالات، حيث تمتلك الأخيرة ما يقارب 11 ألف برج جوال فيما تمتلك “موبايلي” ما يقارب العشرة آلاف برج.
وقال خالد الكاف الرئيس التنفيذي لشركة “موبايلي” أمس الإثنين “نحاول إبرام اتفاق هذا العام.. كلانا حريص على إتمام الصفقة، ومن المرجح إنشاء شركة مستقلة تتملك أبراج الشركتين وتؤجرها لهما، وقد تنضم زين السعودية للاتفاق لاحقاً”.
وأضاف “سنرحب بانضمام شركات أخرى سواء كشركاء أو زبائن، لكن الاتفاق في الوقت الحالي بيننا وبين الاتصالات السعودية”.
وأيّد يوسف الحضيف الخبير في قطاع الاتصالات توجه شركات الاتصالات السعودية لإنشاء تحالف يبدأ بشبكات الأبراج، داعياً الشركات مستقبلاً لدمج شبكات الألياف البصرية عوضاً عن العمل الفني الخاص بكل شركة على حدة، مما سيوفر الكثير من المصاريف التشغيلية على الشركات وتعويض تلك المبالغ بتطوير الشبكات.
وأضاف الحضيف “التحالف بين شركات الاتصالات في دول العالم أصبح هاجساً لمواجهة الخطر القادم من الشركات العالمية مثل “جوجل” و”فيسبوك” و”أي فون” والتي ستسعى لمحاصصة الشركات في أرباحها أو منع خدماتها عن شبكتها التشغيلية، توجه هذه الشركات يجعلنا نقول أن تطوير التحالف بين المشغلين سيكون أفضل الحلول”.
وأشار الحضيف إلى أن التحالف في الأبراج يعتبر “طريقاً جديداً” لتحالفات متقدمة في المستقبل، مضيفاً “الحديث في العالم اليوم يدور حول نهاية عصر المنافسة ودخول عصر التحالفات”.
وأكد الحضيف أن اتجاه شركات الاتصالات في العالم للتحالف لن يكون لخشيتها من ضياع الأرباح، مبيناً أن الأرباح ستنخفض ولكن إلى حد معقول يضمن للشركات على الأقل أرباح جيدة، حيث ستتحول قيمة الفواتير من قيمتها للمكالمات إلى الخدمات الأخرى كخدمات الإنترنت حيث ستمرر المكالمات عبر الإنترنت.
فيما أشار الدكتور فايز الشهري الكاتب والمتخصص في قطاع الاتصالات والمعلومات إلى أن التحالف بين شركات الاتصالات مفيد لها على عدة أصعدة، إلا أنه قد يكون مضر للمستهلكين مع الضغط الدولي على الخدمات الجديدة وسعي الشركات لحفظ حقوقها وبالتالي يقود لتثبيت الأسعار وتغليب قوة ملاك السوق من شركات تعمل في القطاع.
وأوضح الشهري أن تطور هذه التحالفات يجب أن يكون منظماً وتحت إشراف الجهات الرقابية حتى لا تتحول إلى تكتلات تخل بالقوى التنافسية للسوق. ولفت إلى أن التحالف بين الشركات في الأمور الفنية أمر جيد ويوفر الكثير من المصاريف التشغيلية، إلا أنه كرر مخاوفه من مستقبل هذه التحالفات التي قد تتحول إلى “تكتلات”.
وطالب الشهري بضرورة تقنينها وإخضاعها للرقابة على المدى القصير والبعيد قبل أن تتحول لقوة مستقلة ضد المستهلكين أمام التوقعات المستقبلية بخروج شركات عالمية من الأسواق.