في خطوة طموحة تعكس توجهات “تسلا” نحو التوسع في مجال الروبوتات البشرية، كشف الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إيلون ماسك، عن هدف الشركة لإنتاج 10,000 روبوت من نوع “أوبتيموس” (Optimus) بحلول نهاية العام الجاري. جاء هذا الإعلان خلال المكالمة الجماعية التي أعقبت إعلان نتائج الربع الرابع لعام 2024، حيث أكد ماسك أن هذا الهدف يعد طموحًا وقد لا يتحقق بالكامل، لكنه واثق من إنتاج عدة آلاف من هذه الروبوتات التي ستؤدي مهامًا مفيدة داخل الشركة.
اقرأ/ي أيضاً: عرض جريء.. MrBeast يقدم عرضا لشراء تيك توك بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار
الطموح والتحديات
قال ماسك: “هل سننجح في بناء 10,000 روبوت بحلول كانون الأول/ديسمبر هذا العام؟ على الأرجح لا، ولكن هل سننتج عدة آلاف؟ نعم، أعتقد ذلك. وهل ستقوم هذه الروبوتات بمهام مفيدة بحلول نهاية العام؟ نعم، أنا واثق من ذلك.” وأضاف أن “تسلا” تعمل حاليًا على تصميم خط إنتاج قادر على تصنيع 1,000 وحدة شهريًا، مع خطط مستقبلية لزيادة هذه القدرة إلى 10,000 وحدة شهريًا.
النسخة الثانية من أوبتيموس
كشف ماسك أيضًا عن أن “تسلا” تعمل على تطوير النسخة الثانية من روبوت “أوبتيموس”، والتي من المتوقع أن يتم إنتاجها بمعدل 100,000 وحدة شهريًا، مع خطط لإطلاقها العام المقبل. وأشار إلى أن الشركة تهدف إلى بدء بيع هذه الروبوتات لأطراف خارجية بدءًا من العام المقبل، بدلًا من استخدامها حصريًا داخل مرافق “تسلا”.
التسعير والمنافسة
فيما يتعلق بتسعير الروبوت، توقع ماسك أن يبلغ سعر الوحدة أقل من 20,000 دولار بمجرد الوصول إلى معدل إنتاج مليون وحدة سنويًا. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخطي العديد من التحديات التقنية واللوجستية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في سوق الروبوتات البشرية.
الوضع الحالي لأوبتيموس
حتى الآن، أعلنت “تسلا” عن وجود عدد قليل من النماذج الأولية لـ “أوبتيموس” تعمل داخل مصانعها، لكن الأدلة الملموسة على فعاليتها لا تزال محدودة. معظم العروض التوضيحية التي قدمتها “تسلا” كانت تعتمد على التحكم البشري عن بعد، مما يثير تساؤلات حول مدى تقدم التكنولوجيا المستخدمة.
رؤية ماسك المستقبلية
لم يتوقف طموح ماسك عند هذا الحد، حيث توقع أن تصبح الروبوتات البشرية مصدرًا رئيسيًا لإيرادات “تسلا” في المستقبل، بل وتحدث عن إمكانية إنتاج 100 مليون وحدة سنويًا في غضون سنوات قليلة. وقال: “أعتقد أن برنامج “أوبتيموس” سيشكل الجزء الأكبر من إيرادات “تسلا” في المستقبل.”
تحليل الخبراء
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن أرقام ماسك قد تكون متفائلة أكثر من اللازم. وفقًا لموقع “Electrek“، فإنه من الآمن تخفيض الأرقام التي ذكرها ماسك إلى النصف وتأجيل الجدول الزمني لبضع سنوات. ومع ذلك، يعتقد الموقع أن “تسلا” تتمتع بعدة مزايا في تطوير الروبوتات البشرية، بفضل خبرتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
المنافسة في السوق
لا يمكن تجاهل حقيقة أن سوق الروبوتات البشرية يشهد منافسة قوية من قبل شركات أخرى، مثل “Boston Dynamics” و”SoftBank”، مما يعني أن “تسلا” ستواجه تحديات كبيرة في ترسيخ مكانتها كرائدة في هذا المجال.
الخلاصة
بينما يبدو هدف إنتاج 10,000 روبوت “أوبتيموس” هذا العام طموحًا، فإن إيلون ماسك واثق من تحقيق جزء كبير منه. مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، قد تكون الروبوتات البشرية هي المستقبل القادم ليس فقط لـ “تسلا”، ولكن للصناعة العالمية بأكملها. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الحلم يتطلب تخطي العديد من العقبات، مما يجعل من الضروري مراقبة تطورات هذا المشروع عن كثب في الأشهر المقبلة.