تشارك عشرات من المؤسسات الإخبارية الرائدة، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في مشروع تقوده شركة غوغل يسمح بتحميل مقالاتها وموادها الاخبارية بصورة أسرع على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وتعهد مسؤولو مبادرة “Accelerated Mobile Pages” بأن تشهد إصدارات التصفح “سرعة البرق” في تحميلها.
ويقود عملاق التكنولوجيا غوغل المشروع الذي أتاح استخدام خوادمه.
ويعتقد المشاركون في المشروع بأنه قد يغني المستخدمين عن اللجوء لتطبيقات حظر الإعلانات.
ويعمل مشروع AMP من خلال تبسيط الأسس التقنية للصفات المراد تحمليها.
ولن تستخدم أكواد “جافا سكربت” التي تعمل على صفحات الويب العادية في التقنية الجديدة، ويعني ذلك أن المقالات لن تظهر بصورة أسرع فقط، بل ستستهلك كميات أقل من طاقة البطارية.
ويمكن للناشرين المشاركين في المشروع الاستمرار في الضغط على الشبكات الإعلانية كما كان من قبل، لكنهم لن يكونوا قادرين على عرض بعض أنواع الإعلانات بما في ذلك النوافذ المنبثقة Pop-ups والصور التي تتحرك كلما انتقل المستخدم بالصفحة إلى أسفل.
وأعلنت شركات مثل تويتر ولينكد إن وبينتيريست وورد برس كذلك أنها تعتزم الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.
ويعد موقع فيسبوك استثناءً واضحا، حيث أطلقت الشبكة الاجتماعية مؤخرا برنامجا بديلا يطلق عليه Instant Articles، يقوم بتسريع محتويات تخص طرفا ثالثا من خلال استضافتها على منصتها الخاصة.
ذاكرة التخزين
وستنشئ المواقع الإخبارية بصورة تلقائية إصدارات AMP لموضوعاتها الإخبارية في الوقت الذي تنشر فيه تلك القصص وتحدث نسخها الأصلية.
وتعتزم غوغل سحب هذه المقالات الإخبارية من الموقع، وتخزينها على خوادمها للتخزين المؤقت، ثم تقدمها إلى المستخدمين عبر خدمتي البحث والأخبار لديها.
وكذلك يتوقع أن تقوم الشبكات الاجتماعية المشاركة أيضا بتخزين وتوجيه المستخدمين إلى مواد AMP بدلا من نسخ المواد الأصلية في حالة ضغط المستخدم على الروابط ذات الصلة في تطبيقاته.
وقال داني بيرنشتاين، مدير شراكات المنتج، لبي بي سي، إن “نحو 40 في المئة من المستخدمين اليوم يحجمون عن تصفح المادة ما لم تحمل بعد ست ثوان”.
وأضاف أن “القدرة على تصفح مقال بصورة سريعة من تويتر أو بينتيريست يعتبر أمرا رائعا”.
وقال “إننا سندعم خدمة التصفح السريع على الموبيل في البحث عام 2016، لكن الكود متاح للجميع، لذلك يمكن للناشرين إطلاقها اليوم، ونتوقع أن بعض التطبيقات الصغيرة بأن تكون قادرة على ترجمة ملفات AMP بصورة فورية”.
تحميل أسرع
ويشارك في المشروع عديد من أبرز مؤسسات النشر، من بينها كوندي ناست والغارديان وبزفيد وهافينغتون بوست وفوكس ميديا وصحيفة نيويورك تايمز.
وأشارت بي بي سي إلى أن بعض صفحاتها على الهواتف المحمولة تستغرق نحو 12 ثانية أو أكثر كما الحال في استراليا للتحميل، وهو الأمر الذ دعا إلى سرعة معالجة المشكلة.
وقال روبن بيمبروك، مدير عام وحدة إنتاج الأخبار في بي بي سي: “ستحمل الصفحات على الموبيل بصورة أسرع من ذي قبل، لا سيما في الأسواق بطيئة الاتصال بالشبكة، وهذا يعود إلى طريقة مبسطة في تشفير الصفحات وتخزينها”.
وأضاف: “بعد أن وصلت نسبة متابعي موقع بي بي سي نيوز إلى أكثر من 60 في المئة عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فإن تحسين أداء هذه الخدمة أمر بالغ الأهمية، لاسيما في أحداث مثل الانتخابات العامة (في بريطانيا) “.
وأضاف تون دانكر، مسؤول الاستراتيجيات في صحيفة الغارديان، ثمة فائدة كبيرة في هذه الصناعة التي تساهم في الحد من اللجوء إلى برامج منع الإعلانات.