منحت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر جائزتها السنوية الثانية عشرة لموقع “الحوار المتمدن” الذي يعد من أنشط المنتديات الالكترونية وأوسعها انتشاراً في العالم العربي وعبر العالم.
وقالت المؤسسة في بيان إن الموقع استحق الجائزة لاضطلاعه بمهمة “تعزيز الحوار المتمدن بطريقة حضارية لكل المواضيع المرتبطة بقضايا وهموم المجتمعات العربية”.
وأوضح البيان أن الموقع “يسعى لدعم الطاقات العلمانية الحديثة ويقدم مساهمة في ربط المجموعات التي تشترك في الأهداف مع بعضها لكي تعمل بشكل مشترك للوصول الى مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العالم العربي”.
وأضاف إن الموقع “أخذ على عاتقه مهمة دعم وتعزيز حقوق الانسان والمرأة، ومحاربة الظلم عموماً ورفض كل أشكال التطرف. كما أنه يشجع على النقاش المنفتح الناقد للآراء السياسية اليسارية ذاتها التي يمثلها”.
وكانت المؤسسة أعلنت تخصيص جائزتها السنوية لعام 2010 “لصاحب مدونة (رجل أو امرأة) تركز نشاطه على شبكة الانترنت من أجل تعزيز الجدل الحر المفتوح”.
وتقدم مؤسسة ابن رشد للفكر الحر منذ عام 1998 جوائزها السنوية لشخصيات أو مؤسسات ساهمت نتاجاتها بتدعيم الفكر الحر في العالم العربي.
وتقام احتفالية تسليم الجائزة لهذا العام في قاعة متحف الفنون الاسلامية في برلين، وستتوج بذلك أول عمل مشترك بين المتحف ومؤسسة ابن رشد للفكر الحر.
وأسس السياسي والإعلامي العراقي رزكار عقراوي موقع الحوار المتمدن في 2001، ووصل عدد زواره الى 300 مليون زائر، وقارب عدد قراء مواضيعه 550 مليون قارئ.
وينشر على موقع الحوار المتمدن أكثر من خمسة عشر ألف كاتب وكاتبة، ينتشرون بين مختلف الأقطار العربية والأوروبية، وهم يعملون بشكل تطوعي حر ولا يتقاضون بدلاً مالياً عما ينشرونه على صفحاته.
ونشر الموقع حتى الآن حوالي مائتي ألف مقالٍ ودراسة، ويحرص العديد من المفكرين المعروفين في العالم العربي على نشر مقالاتهم ضمن صفحاته نظراً لانتشاره ومتابعته الواسعة من القراء.
وأسف البيان لاصطدام ” الصراحة والوضوح أحياناً بمن يقاومها في العالم العربي، لهذا نرى حجب موقع الحوار المتمدن في بعض البلدان العربية، كما أن العديد من كتابه وكاتباته يعانون عاقبة دفاعهم عن حقهم الشخصي في حرية التعبير”.
واختيرت لجنة تحكيم الجائزة من شخصيات خبيرة ومستقلة تميزت بأبحاث ومنشورات متعلقة بحرية التعبير على صفحات الانترنت في العالم العربي.
وتألفت اللجنة من أحمد عاشور (المشرف على منتدى الجزيرة توك، قطر)، ود.خالد الحروب (مدير المشروع العربي للإعلام في جامعة كامبريدج)، وإيمان النفجان (مدونة من المملكة العربية السعودية) ونزيهة رجيبة (صحفية وناشطة حقوقية تونسية).
تشكلت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر كمؤسسة في ألمانيا وانتسب الى عضويتها شخصيات من مختلف الأقطار العربية والغربية، واختارت اسمها تيمناً بالفيلسوف ابن رشد (ابن رشد، 1126- 1198)، وكرست نفسها كمؤسسة تعمل على دعم وتشجيع الفكر الحر والتوجهات التنويرية والديمقراطية في العالم العربي عن طريق تقديم جائزة سنوية.
ومن المجالات التي قدمت جوائز المؤسسة فيها: الصحافة والاعلام، تحرر المرأة، الفكر النقدي، العمل البرلماني، الفلسفة والعقلانية، الأدب الملتزم، الإصلاح الديني، حقوق الإنسان، الإخراج السينمائي، النهضة العربية، والاقتصاد.
وفي كانون الثاني/ديسمبر من كل عام تقوم المؤسسة بدعوة أعضائها لتحديد خيارهم لموضوع جائزة العام عن طريق الاقتراع بين العديد من المواضيع.