كشفت شركة “جوجل” عن تقرير جديد يُسلّط الضوء على أبرز التقنيات التي يستخدمها المحتالون لاستهداف الضحايا، مع التركيز على أسلوب يُعرف باسم “الإخفاء” أو “Cloaking”. يهدف هذا الأسلوب إلى خداع المستخدمين للكشف عن معلومات حساسة من خلال عرض محتوى مغاير لما يُظهر لمحركات البحث أو أدوات المراجعة.
اقرأ/ي أيضاً: الخط الأمامي الجديد للدفاع الرقمي.. تجربة العميل هي المفتاح
وفقًا للتقرير، تعتمد تقنية الإخفاء على أدوات تُسمى “الإخفاء” لعرض محتوى مختلف بناءً على هوية المستخدم، مثل عنوان الـ IP. غالبًا ما يتم استخدام هذا الأسلوب لعرض صفحة مزيفة على المستخدم الحقيقي، بينما تُعرض صفحة عادية على محركات البحث لتجاوز الرقابة.
وأوضحت “لوري ريتشاردسون”، نائبة رئيس قسم الثقة والسلامة في “جوجل”: “تم تصميم الإخفاء لمنع أنظمة الرقابة من اكتشاف المحتوى المخالف، مما يتيح للمحتالين استهداف المستخدمين مباشرة”.
مواقع زائفة وبرمجيات خبيثة
رغم أن تقنية الإخفاء تُستخدم في سياقات مشروعة، مثل حماية الإعلانات من المنافسين أو منع الزحف الآلي للمواقع، إلا أن المحتالين استغلوها لتوجيه المستخدمين إلى مواقع مليئة ببرمجيات خبيثة أو صفحات زائفة تُعرف بـ “الخوف البرمجي” (Scareware).
تعمل هذه المواقع على إيهام المستخدمين بأن أجهزتهم مخترقة أو أن حساباتهم مُعطلة بسبب نشاط غير مصرح به، مما يدفعهم للتفاعل مع دعم فني مزيف أو شراء منتجات وهمية. وأشارت “جوجل” إلى أن هذه الصفحات غالبًا ما تُصمم لتحاكي مواقع معروفة، وتستغل شعور المستخدم بالإلحاح لاتخاذ قرارات خاطئة.
استغلال الأحداث الكبرى وتقنيات الذكاء الاصطناعي
من بين الأساليب الأخرى التي رصدتها “جوجل”، استغلال الأحداث العالمية الكبرى، مثل الانتخابات، أو الكوارث الإنسانية، أو الأحداث الرياضية. يُعزز المحتالون هذه الأساليب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تُمكنهم من الاستجابة السريعة للأخبار العاجلة وإنشاء محتوى زائف بكفاءة عالية لجذب الضحايا.
كما أشار التقرير إلى انتشار خدع التبرعات الخيرية الزائفة، حيث يتم إنشاء حملات تبرع وهمية مستغلة مشاعر الناس، مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مقنع ومضلل.
جهود مستمرة للحماية
أكدت “جوجل” على أهمية التعاون بين جميع الجهات في العالم الرقمي للتصدي لهذه التهديدات. واختتمت ريتشاردسون التقرير قائلة: “يتطلب منع الأذى من هذه الحيل الخبيثة تطوير مستمر لأساليب الكشف والإنفاذ. نعمل على تعزيز قدراتنا الاستباقية وسياساتنا لحماية المستخدمين من التهديدات المتزايدة”.