في خطوة تاريخية، تستعد وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لإطلاق أول مسبار فضائي أوروبي إلى المريخ. يحمل هذا المسبار اسم “روزاليند فرانكلين”، تيمنًا بالعالمة البريطانية الشهيرة التي ساهمت في اكتشاف بنية الحمض النووي (DNA)، والذي سيكشف أسرار الكوكب الأحمر.
عند وصول المسبار إلى المريخ، سيواجه تحديات كبيرة. درجات الحرارة القارية تصل إلى -100 درجة فهرنهايت (-73 درجة مئوية)، وهذا يعني أن المسبار يحتاج إلى آلية للتدفئة خلال عمليات الهبوط. هنا يأتي دور وحدات التدفئة الإشعاعية (RHUs).
تستخدم وحدات التدفئة الإشعاعية تحليل الانحلال الإشعاعي لتوليد الحرارة والكهرباء. تعتمد على نظائر مشعة مثل الأمريكيوم-241 لتوليد الطاقة. يعتبر الأمريكيوم-241 بديلاً مكلفًا وموثوقًا عن البلوتونيوم-238 الذي استخدم في الماضي. يتم تزويد المسبار بوحدات التدفئة الإشعاعية قبل الهبوط، وتساعد في تسخين المعدات والأجهزة قبل الانطلاق إلى السطح.
شاهد/ي: مزايا جديدة لمستخدمي آيفون في IOS 18.. رموز تعبيرية مبتكرة وتخصيص أوسع للتطبيقات
البحث عن أدلة على الحياة القديمة
تهدف مهمة “روزاليند فرانكلين” إلى استكشاف المريخ من أجل البحث عن أدلة على الحياة القديمة. سيقوم المسبار بتحليل التربة والصخور والغلاف الجوي للكوكب. تأتي هذه المهمة كجزء من حملة “استرجاع عينات المريخ” التي يشارك فيها كل من وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) و(ESA).
بالتعاون مع شركات تجارية أمريكية، سيتم إطلاق المسبار على متن صاروخ تجاري. سيكون لديه أيضًا نظام دفع يساعده على الوصول إلى المريخ والتحرك على سطحه.
بهذه الخطوة الجريئة، تأمل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في أن تكون “روزاليند فرانكلين” مسبارًا محوريًا في استكشاف المريخ. سيكون دور هذا المسبار الأوروبي الأول الذي يتوجه إلى الكوكب الأحمر مهمًا جدًا في البحث عن أدلة على الحياة القديمة وفهم تاريخ المريخ وبيئته الجيولوجية. من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على مجال العلوم الفلكية والفضائية، وقد يكشف عن أسرار لم نكن نعرفها من قبل.
تم تصميم “روزاليند فرانكلين” للبحث عن أدلة على الحياة القديمة من خلال تحليل التربة والصخور على سطح المريخ. سيقوم المسبار بجمع عينات وإجراء تحاليل مخبرية دقيقة للبحث عن مؤشرات على وجود مواد عضوية أو آثار للماء السائل في الماضي. إذا تم العثور على أي دليل على الحياة القديمة، فسيكون ذلك اكتشافًا ثوريًا يمكن أن يغير فهمنا للكوكب الأحمر وتاريخه.
بالإضافة إلى البحث عن الحياة، سيقوم المسبار بدراسة التركيب الجيولوجي للمريخ والتفاعلات الكيميائية في سطحه. سيساهم هذا في فهم تطور الكوكب وتحديد ما إذا كان يمكن أن يكون مكانًا مناسبًا للحياة في المستقبل.
بالنسبة للمهمة الفعلية، سيتم إطلاق المسبار على متن صاروخ تجاري، وسيتم استخدام نظام دفع للوصول إلى المريخ والهبوط بسلام على سطحه. سيكون هذا تحديًا هندسيًا كبيرًا، ولكن يعكف الفريق على التحضير بجدية لهذه المهمة الرائدة.
بهذه الخطوة الجريئة، تأمل (ESA) في أن تكون “روزاليند فرانكلين” نافذة لفهم أعمق للمريخ ولتحقيق تقدم كبير في البحث الفلكي والعلمي.