أعلنت شركة “جوجل” رسميًا عن إيقاف ميزة “روابط التخزين المؤقت” (Cache Links)، وهي واحدة من أقدم الميزات التي قدمتها الشركة منذ بداية عصر الإنترنت. تلك الميزة التي كانت تسمح للمستخدمين بالوصول إلى نسخ محفوظة سابقًا من صفحات الويب، أصبحت جزءًا من التاريخ، بعدما قررت “جوجل” إسدال الستار عليها بشكل نهائي.
اقرأ/ي أيضاً: تسريبات تكشف تفاصيل Huawei Watch GT 5 قبل الإطلاق الرسمي
في الماضي، كانت ميزة التخزين المؤقت بمثابة الحل السحري لمشكلة عدم تحميل الصفحات بسبب عدم استقرار الإنترنت. وكان بإمكان المستخدمين الوصول إلى إصدارات محفوظة من المواقع، حتى في حالة تعذر الوصول إلى النسخة الأصلية. ومع ذلك، مع نضوج البنية التحتية للإنترنت وتحسن أدائها، قلّت الحاجة إلى هذه الميزة تدريجيًا.
تم الكشف عن هذا التغيير لأول مرة من قبل موقع “Search Engine Land“، وتم تأكيده لاحقًا بواسطة “داني سوليفان”، المسؤول عن علاقات البحث في “جوجل”. في تغريدة له، قال سوليفان: “نعم، لقد تم إزالتها. أعلم أن الأمر محزن، وأنا حزين أيضًا. كانت واحدة من أقدم ميزاتنا، ولكن كانت مخصصة لمساعدة المستخدمين عندما كانت صفحات الإنترنت تعاني من مشاكل في التحميل. الأمور تحسنت كثيرًا منذ ذلك الحين، ولذلك قررنا إيقافها.”
وعلى الرغم من أن الكثيرين قد لا يتذكرون هذه الميزة، إلا أن “روابط التخزين المؤقت” كانت أداة حيوية لكثير من العاملين في مجالات مثل تحسين محركات البحث (SEO) والصحافة والبحث الأكاديمي. كان بإمكان هؤلاء الاعتماد على النسخ المخزنة لمراقبة التغييرات التي تطرأ على المواقع، أو الوصول إلى المحتويات التي ربما تم حجبها أو تغيرها.
مع مرور الوقت، تم إبعاد ميزة التخزين المؤقت إلى قائمة “حول هذه النتيجة”، مما جعلها أقل ظهورًا واستخدامًا. وعلق أحد مهندسي “جوجل” سابقًا بأن هذه الميزة كانت تُعتبر “خاصية غير مدعومة”، مما جعلها على وشك الاختفاء لفترة طويلة.
ورغم إيقاف “جوجل” لهذه الميزة، لا تزال هناك بدائل مثل “Wayback Machine” التابعة لأرشيف الإنترنت، التي توفر نسخًا تاريخية من المواقع. إلا أن هذا المشروع يعاني من تحديات مالية متكررة، ويظل مستقبله غير مؤكد. أشار سوليفان إلى إمكانية الشراكة مع “أرشيف الإنترنت” لتعويض غياب روابط التخزين المؤقت، ولكنه لم يقدم أي وعود مؤكدة بشأن هذه الفكرة.
وفي النهاية، يظل مصير أدوات حفظ الويب في أيدي المنظمات التي تسعى للحفاظ على تاريخ الإنترنت، بينما تمضي “جوجل” قدمًا في تحديثات تجعل الإنترنت أكثر استقرارًا وأقل اعتمادًا على الأدوات القديمة.