ياهو! تتهم فيسبوك بانتهاك براءات اختراعاتها
أقامت شركة “ياهو!” دعوى قضائية على خدمة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في كاليفورنيا متهمة الموقع العملاق بانتهاك 10 براءات تمتلكها هذه الشركة الريادية على الإنترنت.
وقد اتهمت شركة “ياهو!” في مستند قضائي يقع في 19 صفحة تقدمت به إلى محكمة منطقة شمال كاليفورنيا، موقع “فيسبوك” بانتهاك براءاتها في ميادين عدة منها الإعلانات والخصوصية وتوجيه الرسائل.
وقد طلبت شركة “ياهو!” التي تتخذ من مدينة ساني فايل في ولاية كاليفورنيا مقراً لها، محكمة سان خوسيه أن تأمر “فيسبوك” بالتوقف عن التعدي على البراءات وأن تقيم الأضرار الناجمة عن هذه الانتهاكات.
وذكرت الشركة في بيان أن “ياهو!” قد “استثمرت موارد طائلة في البحث والتطوير على مر السنين، وقد أثمر هذا الاستثمار عن براءات اختراع متعددة في مجال التكنولوجيا تم ترخيصها لشركات أخرى”.
وتابعت “تعتبر هذه التكنولوجيات أساس أعمالنا التي تستقطب كل شهر 700 مليون زائر وتشكل جوهر الابتكار الذي هو في صميم الشركة”.
وأضافت “للأسف، لم نتوصل بعد إلى حل مع “فيسبوك”، وما من خيارنا أمامنا إلا اللجوء إلى المحكمة الفدرالية. ونحن على ثقة أننا سنكسب”.
وتأتي هذه الدعوى القضائية بعد خمسة أسابيع من تقديم “فيسبوك” ملفها لطرح أسهمها في بورصة وول ستريت بقيمة 100 مليار دولار، حسب التقديرات.
وتعتبر الدعاوى القضائية بشأن البراءات جد شائعة في أوساط مصنعي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بحيث أن دعاوى قضائية معقدة تطال أشهر العلامات في هذا المجال، غير أنه من النادر رفع دعوى من هذا القبيل في أوساط شركات الإعلام الاجتماعي.
خيبة أمل
وقد أعرب موقع “فيسبوك” الذي استحدث في عام 2004 أي بعد عقد على إنشاء شركة “ياهو!”، عن خيبة أمله بهذه الخطوة التي قامت بها “ياهو!”.
وقالت إحدى الناطقات باسم الموقع “خاب أملنا بـ”ياهو!” التي قررت اللجوء إلى القضاء، علماً أننا نتعاون معها منذ فترة طويلة، وقد استفادت إلى حد كبير من هذه الشراكة”.
وأضافت “مرة أخرى علمنا بقرار “ياهو!” في الوقت عينه الذي عمم فيه على وسائل الإعلام.. وسوف ندافع عن أنفسنا بقوة في وجه هذه التدابير المحيرة”.
وتتهم “ياهو!” “فيسبوك” بالاستفادة إلى حد كبير من تكنولوجياتها المشمولة ببراءات في إطار نمو الموقع الذي بات لديه أكثر من 850 مليون مستخدم.
وأكدت الشركة أن “غالبية التكنولوجيات التي يستخدمها “فيسبوك” هي ملك “ياهو!” التي لها حق الأسبقية فيها والتي حصلت من مكتب البراءات في الولايات المتحدة على براءات لحمايته”.
وأوضحت أن براءاتها “تشتمل على ابتكارات متقدمة في المنتجات الإلكترونية بما فيها إرسال الرسائل واستجماع الأخبار والإدلاء بالتعليقات والإعلانات ومنع عمليات الاحتيال والتحكم بالخصوصية”.
ولخصت الشركة المشكلة على النحو الآتي: “يستند نموذج الشبكة الاجتماعية الذي يعتمده “فيسبوك” والذي يسمح باستحداث صفحات شخصية والتواصل مع الأفراد والشركات مثلاً بالكامل إلى تكنولوجيات التواصل الاجتماعي التي شملتها “ياهو!” ببراءات”.
وأوضحت على سبيل المثال أن وظيفة استجماع الأخبار الشهيرة التي يلجأ إليها “فيسبوك” هي “مثال واضح على انتهاك الموقع لنماذج “ياهو!” الترويجية المشمولة ببراءات”.
يُشار إلى أن شركة “ياهو!” التي كانت تضطلع في ما مضى بدور ريادي في عالم الانترنت قد واجهت صعوبات خلال الأعوام الأخيرة في تعزيز مكانتها على شبكة الإنترنت والازدهار وجني الأرباح.
ومنذ بداية كانون الأول/يناير تولى سكوت تومسون الذي كان يترأس شركة “بايبال” لتحويل الاموال، إدارة الشركة ووعد باتخاذ تدابير طارئة لقلب المعادلة.
وقد تولى سكوت تومسون هذا المنصب بعد مشاكل كثيرة طالت إدارة الشركة ودفعتها إلى التفكير في احتمال بيع أصول قيمة إلى الصين واليابان.
وبعد أسبوعين على تعيين سكوت تومسون في منصبه، استقال جيري يانغ أحد مؤسسي الشركة والمدير التنفيذي السابق من مجلس الإدارة.