true :
تبدو شركة EA نشيطة للغاية مع سلسلة ألعاب السباق الأكثر مبيعا في ألعاب الفيديو Need for Speed ، فخلال فترة لا تتجاوز 12 شهرا ،حصلنا على لعبتين و ها هي الثالثة الان تصل تحت عنوان The Run ،انسى الواقعية بتعقيداتها هنا ليس عليك سوى أن تقفز خلف المقود وتجهز نفسك في رحلة سريعة ومحمومة من سان فرانسسكو إلى نيويورك في لعبة يفترض بأنها تحتوي الكثير من التجديد والإضافات غير المسبوقة لسلسلة نيد4سبيد .
تم تطوير هذه الإصدارة من السلسلة عن طريق فريق Black Box القديم ، هذا الفريق بدأ بتطوير ألعاب السلسلة مع إصدارة هوت بيرسوت2 الرائعة و منذ ذلك الحين وهو يقدم ألعاب نيد4سبيد بشكل رئيسي ، حيث قدم لنا أيضا إصدارة أندرجراوند الشهيرة و نقل بها السلسلة إلى أسلوب سباقات الشوارع ، و هناك أيضا إصدارة Most Wanted والتي تعتبر أفضل ألعاب بلاك بوكس إلى الآن ، على العموم بدأ مستوى الفريق يتراجع بوضوح مع لعبة Carbon لنصل بعد ذلك إلى لعبة سيئة للغاية كلعبة Pro Street التي كانت فاشلة تماما ليصل الأمر إلى أسوأ ما يكون مع لعبة Undercover الكارثية هذه اللعبة التي لا أعرف إلى الان كيف تمت الموافقة على نشرها ، بعد هذه اللعبة شاهدنا إصدارات مستمرة من السلسلة من فرق EA الأخرى ، فريق كريتريون المبدع قدم أفضل لعبة نيد4سبيد لهذا الجيل مع عودة هوت بيرسوت الجيدة جدا و خاصية Autolog الجديدة للسلسلة و حصلنا أيضا على إصدارة شيفت التي سلكت مسلكا أكثر واقعية من ألعاب السلسلة الأخرى، و في هذا الوقت قامت EA بإعادة هيكلة ستوديو بلاك بوكس بالكامل ليحصل الفريق على فرصة جديدة مما نتج عنه اللعبة التي نراجعها اليوم The Run .
تضيف لعبة ذا رن الكثير من الأفكار الجديدة للسلسلة بعضها كان جيدا و البعض الآخر لم ينفذ بشكل جيد ، طور اللعب الرئيسي يقدم لنا شخصية السائق “جاك” والذي يتعرض لبعض المشاكل المالية ، وفيما يبدو أشبه بفرصة العمر سيدخل جاك في رحلة سباق تمتد من ولاية سان فرانسسكو إلى ولاية مدينة المال والأعمال الأولى نيويورك مع أكثر من 200 متسابق ، و فيما تبدو الفكرة رائعة إلا أن تطبيقها من خلال طور اللعب الرئيسي لم يكن جيدا بشكل كبير ، حيث أن الطريق أو المسار الذي ستسلكه في اللعبة يتم تقسيمه إلى عدد من الأحداث ( Events ) تمثل اللب الأساسي للعبة ، أحيانا سيكون عليك أن تسبق بعض السيارات قبل وقت محدد و أحيانا أخرى يجب عليك أن تصل من Checkpoint إلى آخر قبل نفاذ وقت محدد و هكذا ، هذه الأحداث التي تحكم مسارات اللعب ( وان كانت منوعة بشكل لا بأس به ) تفقد اللعبة الشعور الذي كان يفترض أن تحصل عليه بالرحلة عبر هذه المناطق .
و إحقاقا للحق ، هذه اللعبة تقدم مستوى رائع حقيقة فيما يتعلق بالمناطق التي ستزورها و تتسابق من خلالها، و هي مناطق مبنية على أماكن حقيقية للمرة الأولى في تاريخ سلسلة نيد4سبيد ، لطالما أحببت هذه النقطة كثيرا بألعاب فريق بلاك بوكس : هذا الفريق يمتلك مخيلة واسعة فيما يتعلق بتصميم حلبات التسابق و تنوعها و هذه النقطة لطالما كانت مميزة في ألعاب السلسلة القديمة ، في مرحلة ما ستجد نفسك تتسابق في طريق ريفي لتنتقل بعد ذلك إلى طريق يحتوي على الكثير من الجبال والأجواء الثلجية ، و بالطبع فهناك الاختصارات المعتادة الذكية في الطرق والتي تمنح حلبات التسابق نكهة إضافية من المتعة و الجمال .
و بالطبع فكل هذا تم تقديمه عن طريق محرك فريق دايس المتفوق FrostBite 2 وهو ذات المحرك الذي تم استعماله في لعبة باتلفيلد3 ، المحرك الجديد يمنح اللعبة لمسات جمالية إضافية متعددة في البيئة و نماذج الشخصيات بشكل لم يكن متواجدا من قبل ، و لكن مهلا لا ترفع آمالك كثيرا فمظهر اللعبة العام لا زال متوسطا للغاية و لا يمكن مقارنته بألعاب السيارات المتفوقة الأخرى و يبدو بأن المشكلة هنا ليست من المحرك و انما في القدرات المتوسطة لدى فريق بلاك بوكس .
تمتلك اللعبة الكثير من السيارات الرياضية السريعة و نظام القيادة لا زال نظام أركيدي بشكل بحت على أن الفريق حاول إعطاء تجربة قيادة مختلفة للسيارات المتواجدة باللعبة ، و بالرغم من ذلك فإن القيادة لا زالت متوسطة و مستوى الاستجابة غير جيد بالقدر الكافي ، لذلك توقع أن تستمر بالارتطام في الشاحنات والسيارات التي تسير في الاتجاه المعاكس و لن تنجح في تجنبها دائما و هذا غالبا ما يكون مشكلةالتحكم غير السلس تماما و ليست مشكلتك كلاعب ، كما أن الذكاء الاصطناعي في اللعبة يبدو رخيصا للغاية في الكثير من الأحيان ، فبينما تصعب عليك اللعبة أن تسبق السيارات الأخرى ، يبدو من السهل للغاية عليهم أن يسبقوك فجأة و هذا الأمر من المعيب أن نراه في لعبة لعام 2011 .
و بالطبع كما هو حاصل في أغلب الألعاب هذه الأيام ، تقدمك بأحداث طور اللعب الرئيسي سيجعلك تكتسب نقاط الخبرة Ex ، و هذه النقاط ستستخدم لتقوم بفتح المحتويات الإضافية التي تقدمها اللعبة ، طور اللعب الفردي كان سيكون أفضل بدون الخاصية التي قامت EA بتسويقها كثيرا و هي الخاصة بالقصة و مقاطع الحركة و الأكشن السينمائية ، القصة في اللعبة سيئة جدا و كارثية من حسن الحظ بأن اللعبة لا تركز عليها كثيرا ، مقاطع الـQTE ( أو Quick-Time Events ) و هي المقاطع التي تتطلب ضغط أزرار في وقت معين من أجل تنفيذ أمر معين باللعبة ، تبدو سيئة جدا و ستخرجك كليا من أجواء اللعبة و لسحن الحظ فهذه المقاطع قليلة و بالطبع اللعبة لا تملك قصة من أي نوع و هذا أفضل ، و لكن لا ندري لماذا قامت EA بتسويق هذه الخاصية كثيرا و الحقيقة أن اللعبة كانت ستكون أفضل بدونها ، و حتى بعض مقاطع المطاردات في اللعبة سيئة جدا حيث سيقوم بعض رجال العصابات أحيانا بمطاردتك و إطلاق النار عليك و المحاولة للإطاحة بك بأي شكل ، هذه المقاطع لم تكن مسلية و كانت مزعجة كثيرا و انت تتلقى الطلقات من الأعداء ولا تستطيع أن تفعل أي شيء سوى أن تحاول الهرب من إطلاق النار و الفخاخ المتفجرة حتى تنجح أو تتفجر سيارتك و تعيد هذه المقاطع المزعجة من جديد .
مشكلة هذه اللعبة الأساسية ، بالرغم من أنها لعبة سباق ممتعة تحتوي على الكثير من الطرق الجميلة و السيارات السريعة ، هي مشكلة تتعلق بالمحدودية ، ذا رن لعبة محدودة جدا و لا تستغل فكرتها الأساسية بالشكل الأمثل ، أطوار اللعب و أنواع السباقات قليلة و ضيقة الأفق ، و في الحقيقة حتى السباقات عبر الشبكة ، وان كانت تقدم متعة جيدة مع الخصوم البشريين إلا أنها ليست كافية لشد اهتمامك و إبقائك متعلقا باللعبة لساعات طويلة فهي لا تقدم أي جديد لألعاب السباقات .
بعد إصدارتين رائعتين كـ Hot Pursuit وShift 2 لا نملك سوى أن نشعر بأن ذا رن هي خطوة إلى الوراء للسلسلة ، اللعبة ممتعة و تحاول أن تقدم التجديد هنا و هناك ، ربما تتفوق بشكل كبير على إصدارة Undercover الكارثية ، لكنها تعاني من قرارات تصميمية غير موفقة و منظومة لعب ضيقة الأفق و محدودة جدا ستنتهي منها بعد ساعات قليلة و لن تعود لها أبدا ، محبو السلسلة سيجدو في سباقات اللعبة السريعة و المحمومة ما يرضيهم و غير ذلك فإن إصدارة The Run لا تقدم الكثير .