ميدل ايست اونلاين – ذكرت صحيفة “الراية” القطرية السبت أن “مايكروسوفت” و”ياهو” الأميركتيين حصلتا على موافقة من الجهات الرقابية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، للمضى قدماً في اتفاق للشراكة بينهما تتمكن “مايكروسوفت” بموجبه من الحصول على تقنيات الأخيرة في مجال البحث على الإنترنت، فضلاً عن اقتسامهما أرباح الإعلانات.
وقالت الصحيفة إن الشركتين تبدآن خلال الأيام القليلة المقبلة، “في تنفيذ الصفقة من خلال تحويل محرك بحث ياهو إلى محرك بينغ الخاص بمايكروسوفت، حيث من المتوقع إنهاء العملية كاملة مطلع 2012”.
وبموجب الاتفاق تحصل “ياهو” على نسبة 88% من العائدات الناتجة عن الإعلانات، فيما تحصل “مايكروسوفت” على 12% من إيرادات إعلانات البحث على “ياهو”، فضلاً عن المواقع الشريكة في السنوات الخمس الأولى من الاتفاق.
وأبدت وزارة العدل الأميركية موافقتها على عملية الاندماج، قائلة إن الاتفاق سيوفر معادلة ضرورية للسيطرة المتنامية لشركة “غوغل” صاحبة محرك البحث الشهير على سوق الإنترنت والبحث عليه.
وأشارت المفوضية الأوروبية المعنية بحماية حرية المنافسة ومكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، إلى أن هذه الشراكة لا تشكل خرقاً لمبدأ حرية المنافسة، بل بالعكس تعززها في مجال سوق محركات البحث والإعلان على الإنترنت لتصبح منافساً فعلياً لـ”غوغل”.
ومن جانبه، قال كارول بارتز الرئيس التنفيذي لـ “ياهو” في بيان إن هذا الاتفاق التاريخي يعنى أن شركته تستطيع التركيز أكثر على الإبداع في تقنية البحث، فيما وصف ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لـ “مايكروسوفت” موافقة الجهات الرقابية على الاتفاق بأنها “خطوة ممتازة” لافتاً إلى أن الشركتين ما تزالان في بدايته.
ويذكر أن “غوغل” تسيطر على سوق البحث على الإنترنت وبشكل خاص بالولايات المتحدة التي تمتلك فيها 65.4% من سوق البحث، وفقاً لإحصائيات الشهر الحالي، بينما تمتلك كل من “ياهو” و”مايكروسوفت” نسبتي 17 و11.3% على التوالي.
بينغ يواصل تقدمه
وواصل محرك “بينغ” تقدمه بين المحركات المنافسة، حيث أحرز معدلات نمو مرضية خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقاً لإحصائيات شركة “كوم سكور” المتخصصة في مجال سوق البحث على الإنترنت.
ونقل موقع “بي سي ورلد” المتخصص في مجال التقنية عن الشركة قولها إن نسبة “بينغ” وصلت إلى 10.7% من سوق البحث الأميركية وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 0.4% عن نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف الموقع أن محرك “غوغل” لا يزال على القمة بنسبة 65.7% بارتفاع 0.1% عن نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينما انخفضت نسبة محرك “ياهو” من 17.5% في نوفمبر إلى 17.3% في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويذكر أن “مايكروسوفت” تعمل على إضافة مميزات جديدة لمحركها منذ انطلاقه في يوليو/تموز الماضي، مما ساهم في ازدياد شعبيته لدى بعض المستخدمين.
تراجع أسهم ياهو
ومن جانب أخر، انخفضت مؤخراً أسهم “ياهو” في سوق بحث الإنترنت الأميركية جراء خسارة صفقات إدماج أداة بحث محركها الشهير على أجهزة كمبيوتر جديدة تنتجها كبار الشركات المصنعة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن بارتز، إن شركته ليس لديها رغبة في الالتزام بصفقات مكلفة لتدعيم نسبتها في سوق البحث.
وجاء رده على سؤال وُجه إليه بشأن انخفاض أسهم الشركة في سوق البحث الأميركية من 18.8% في سبتمبر إلى 18% في أكتوبر الماضيين، وفقاً لإحصائيات”كوم سكور”.
وكانت “ياهو” قد فشلت في تجديد اتفاقات بشأن إدماج أداة بحث “ياهو” في أجهزة الكمبيوتر التي تصنعها شركتا “إتش بي” الأميركية و”إيسر” التايوانية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن محللين قولهم إن محركات البحث لم تعد تجذب المعلنين كثيرا، حيث إن عدداً قليلاً من مستخدميها يضغطون على الإعلانات التي تقدمها.
وفي ذات السياق، احتلت”غوغل” موقع الصدارة بنسبة وصلت إلى 65% في أكتوبر الماضي، بينما وصلت نسبة محرك “بينغ” إلى 10%.