بدأ المستهلكون ومستخدمو أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا ذات العلاقة، يديرون ظهورهم للشركة الأمريكية العملاقة في مجال البرمجيات، والتي كانت في وقت ما “رمزاً للمستقبل”، بعد أن أصبحت تعيش في الماضي.
فقد أصبحت مايكروسوفت متأخرة في لعبة التكنولوجيات الحديثة الحاسمة، مثل الهواتف الخلوية ومحركات البحث والوسائط المتعددة والألعاب والأجهزة الرقمية المساعدة والكمبيوترات اللوحية.
بل وتراجعت أيضاً في مجال تصفح الإنترنت، وهو السوق الذي هيمنت عليه فترة من الزمن وحكمته بقبضة من حديد.
وهذا لا يعني أن مايكروسوفت لم تكن تتوقع هذه النتيجة، ذلك أن الشركة التي يعمل فيها حوالي 90 ألف موظف، مازال لديها عدد من أفضل الأدمغة والعقول في مجال التكنولوجيا، وأكثرهم ذكاء.
كذلك مازالت بعض منتجاتها تسبق عصرها، كما هو الحال مع برنامج “ويندوز ميديا سنتر”، و”هايلستورم/باسبورت” أو جواز السفر الرقمي.
غير أن السباق لم يعد كما كان سابقاً، إذ بدأ يتطور مع الاندماج الحاصل بين الأجهزة والبرامج والخدمات، ومن يمكنه تقديم هذه معاً وبأسرع وقت ممكن فسوف يتمكن من تصدر السباق، وهو على ما يبدو ما عجزت عنه مايكروسوفت حتى الآن.
ومن بين المؤشرات أيضا، تراجع أسهم مايكروسوفت، حيث تراجعت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية مقابل الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية والخدمات الأخرى.
ولم تتمكن مايكروسوفت من طرح منتجاتها المتطورة في الوقت الملائم، مقابل طرح شركات أخرى لأجهزة متطورة مزودة بخدمات متكاملة، مثل هاتف “آي فون” وجهاز “آي باد” من شركة أبل، التي خطفت الأضواء من منافستها، وحققت مبيعات فاقت التوقعات.
فقد تراجعت حصة “ويندوز فون 7” في أسواق الهواتف الخلوية إلى أقل من 5 في المائة.
كذلك لم تقدم الشركة متصفحها الحديث للإنترنت، فبدأت تخسر حصتها من السوق لصالح متصفحات مثل “موزيلا فايرفوكس” و”غوغل كروم” و”سفاري” من أبل، و”أوبرا”.
وبعد 6 شهور على طرح “آي باد” لم تتمكن مايكروسوفت من طرح جهازها المنافس حتى الآن، كما أن نظامها التشغيلي للأجهزة المماثلة لم يكتمل بعد، ما يعني ابتعاد الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر اللوحية عن نظام التشغيل الذي ستطرحه الشركة.
وإلى أن تطرح مايكروسوفت جديدها، وبقوة، فإنها ستظل موضع شك في إمكانية أن تعود لحمل راية السبق، والتفوق من جديد أم لا.