في حادثة مثيرة للجدل، ألقت السلطات الفرنسية القبض على بافيل دوروف (Pavel Durov)، مؤسس منصة التواصل الاجتماعي “تيليجرام“، في مطار لوبورجيه قرب باريس. جاء الاعتقال بعد إصدار مذكرة توقيف من قبل مكتب مكافحة العنف ضد القاصرين في فرنسا، وذلك نتيجة تحقيقات أولية تشير إلى تورط المنصة في تسهيل أنشطة إجرامية، بما في ذلك تهريب المخدرات، الجرائم الجنسية ضد الأطفال، والاحتيال، بحسب ادعاءات السلطات الفرنسية.
تفيد تقارير إعلامية فرنسية بأن دوروف تم توقيفه على المدرج فور هبوط طائرته الخاصة القادمة من أذربيجان، حيث تولت فرقة الدرك الجوي الفرنسي عملية الاعتقال في حوالي الساعة الثامنة مساءً يوم السبت. وكانت مذكرة التوقيف قد صدرت عن السلطات الفرنسية بعد أن فشل دوروف في التعاون مع الجهات الأمنية فيما يتعلق بالقضايا الجنائية المرتبطة بالمنصة.
اقرأ/ي أيضاً: اكتشف ميزة مذهلة في iOS 18.. قفل التطبيقات باستخدام Face ID وإخفائها عن الآخرين
تعزى أسباب هذا الإجراء إلى غياب الرقابة على المحتوى داخل “تيليجرام” ورفض دوروف التعاون مع سلطات إنفاذ القانون، مما سمح بانتشار الجرائم على المنصة باستخدام أدوات مثل الأرقام الهاتفية المؤقتة، الاتصالات المشفرة، والعملات الرقمية. وقد وصفت السلطات الفرنسية هبوط دوروف في باريس بأنه “خطأ غير محسوب”، حيث كان يتجنب بذكاء الدول الأوروبية التي تراقب نشاطات “تيليجرام” عن كثب.
من المتوقع أن يتم تقديم دوروف إلى القاضي للنظر في قضيته، حيث يواجه تهماً خطيرة تتراوح بين دعم الإرهاب، وغسيل الأموال، وتمكين انتشار المحتوى الجنسي المتعلق بالأطفال. وبالنظر إلى موارد دوروف الهائلة، من المرجح أن يتم احتجازه لتفادي هروبه خارج البلاد.
هذه التطورات قد تشكل الفصل الأخير في مسيرة بافيل دوروف، الذي أسس “تيليجرام” مع شقيقه نيكولاي في عام 2013 بعد مغادرته روسيا إثر رفضه الانصياع لأوامر الحكومة الروسية بإغلاق مجتمعات معارضة على منصته السابقة “فكونتاكتي”. وقد أكد دوروف في مقابلة سابقة بأنه “يفضل الحرية على الانصياع لأي أوامر”.