ماهو مصير حساباتنا على مواقع التواصل بعد الوفاة؟ اليكم الاجابة
لطالما تسائلنا عن مصير حسابات مستخدمي فيسبوك أو تويتر بعد الوفاة، اذ غالباً ما يبقى الحساب ويواظب الأصدقاء على الكتابة على حائط البروفايل الخاص بالمتوفى، ليصبح الأمر غريباً جداً عند رؤية اسم الشخص المتوفى يظهر على الصفحة الرئيسية، فما هي سياسة الموقع حيال هذا الأمر؟
ماذا عن التويتر؟
تختلف الإجابة على السؤال الخاص بمصير حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقال المستخدم إلى الحياة الآخرة وفقاً للسياسة التي تتبناها تلك المواقع، فموقع تويتر على سبيل المثال، يعمل على حذف الحساب بعد انقضاء مدة ستة شهور من عدم تفاعل صاحبه، إلا أن باقي الشبكات الاجتماعية تبقي على الحساب فعّالاً حتى تقدّم أحد أقارب المتوفى أو المسؤولين القانونيين بطلب رسمي لإنهاء وجود الحساب، ليتم دفنه رقمياً إلى الأبد.
عن الفيسبوك:
ويتيح في المقابل موقع “فيسبوك” تحويل صفحة المستخدم الفقيد إلى صفحة خاصة لتأبينه وتذكره، بدلاً من بقاءها مجرد صفحة شخصية، إلا أن الموقع لا يحذف بأي حال من الأحوال حسابات توفي أصحابها، ليبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة الموقع على استيعاب حسابات الموتى عندما تفوق عددياً تلك الخاصة بالأحياء، وهو ما أشارت إليه دراسة نفذها مركز متخصّص بالأبحاث، إذ توقع حدوث ذلك في العام 2065، في حال مواصلة العملاق فيسبوك نموه بذات الوتيرة الدراماتيكية.
كم حساب مستخدم ميت على الفيسبوك؟
ومن الأرقام المثيرة للاهتمام عند الحديث عن الموت الرقمي على الفيسبوك، موت 30 مليون مستخدم في السنوات الثمان الأولى من إنشائهم لحساباتهم، بينما يتوفى 428 مستخدم كل ساعة، و312 ألف و500 في كل شهر!
تهاني وتبريكات للموتى على الفيسبوك!
ويومياً يتم إرسال طلبات إضافة على الفيسبوك لـ10 آلاف مستخدم متوفى، ويتم عمل Tag لهم في الصور، ويصل الأمر إلى حد التقّدم بالتهاني والتبريكات في أعياد ميلادهم بالرغم من وفاتهم!
هل من وصي على حساب المتوفى؟
وقد يتبادر إلى الأذهان بعد جميع تلك الأرقام المرعبة مجموعة من الأسئلة مثل: من يحق له امتلاك معلومات المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي بعد الموت، وماهي المدة الزمنية التي يستغرقها إغلاق حساب ما، وهل يستطيع آخرون استعمال اسم المستخدم ثانيةً بعد رحيله عن العالم؟
فيما يتعلق بملكية البيانات بعد وفاة المستخدم، فالأمر يختلف من موقع لآخر، ففي الفيسبوك، تبقى المعلومات بيد الشركة إلا في حالة وجود موافقة مسبقة على إعطاء بيانات حسابك لشخص آخر أنت من حدده قبل وفاتك أو الممثل القانوني لك.
أما في تويتر، فيمكن التعامل مع الشخص المخول له التصرف في “التركة” أو أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى للمتوفي.
مواقع تواصل أخرى:
ويتحفظ Pinterest على بيانات المتوفى ولا يمنحها لأحد حفاظاً على اعتبارات الخصوصية، بينما يحرص LinkedIn على عدم منح البيانات إلا بقرارات قانونية.
وعن المدة الزمنية التي يستغرقها إيقاف حساب ما على “السوشيال ميديا” بسبب الوفاة، فلا يتم ذلك على الفيسبوك إلا عقب إخطارها بالأمر، بينما يصل ذلك الزمن إلى ستة شهور على تويتر، ولا توقف على Pinterest، ويوقف غوغل الحساب عند الموت بعد 9 شهور أو بعد إعلام الشركة، أو في التوقيت الذي ضبطه صاحب الحساب بنفسه سابقاً ليتوقف الحساب، إذ يستطيع أي مستخدم ضبط فترة بقاء حسابه لفترة تتراوح بين 3- 18 شهراً، وتقوم غوغل بإعلام المستخدم قبل شهر من انتهاء المدة المسجلة، مع إمكانية اختيار عشرة أشخاص لإعلامهم بانتهاء حسابك واختيار بيانات محددة ليحصلوا عليها.
وبالنسبة للأوراق المطلوبة لإثبات وفاة مستخدم بغرض إيقاف الحساب، يطلب فيسبوك إثباتاً بأن طالب الإيقاف أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى، في الوقت الذي تطلب فيه تويتر مستنداً لإثبات وفاة المستخدم مع بطاقة هويته أو جوازه سفره، ويحتاج Pinterest لمستندات تؤكد حادثة الوفاة، وأخرى توثق علاقة المطالبين بالإيقاف بالمتوفى ومدى درجة القرابة، ويسأل LinkedIn لدى سؤال إيقاف الحساب بيانات كثيرة تشمل ؛ اسم الحساب، وعلاقة صاحب الطلب بالمتوفى، والشركة التي يستخدمها، ورابط لصفحة المتوفى الشخصية، والبريد الإلكتروني الخاص به.
وإن تمّ الاتفاق على تحويل صفحة المتوفى على الفيسبوك لأخرى مخصّصة بتأبينه وذكر محاسنه، فوقتها تبقى إعدادات الخصوصية الخاصة بالشخص المتوفى كما هي، ويستطيع الأصدقاء الحاليين النشر على صفحة صديقهم الراحل، مع إمكانية عمل Tag للصور.
وبما أننا نعيش في عصر تسوده التعاملات الإلكترونية بمختلف نواحي الحياة ويمتلك الواحد منا أعداداً كبيرةً من الحسابات والأرقام السرية، وكيلا يدخل أحبابكم بعد وفاتكم في متاهات من البحث والتمحيص والجدالات القانونية وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالجوانب المالية، يبقى الحل الأمثل العودة إلى الطريقة التقليدية، أي كتابة كل البيانات المهمة على ورقة والاحتفاظ بها في مكان يعرفه المقربّون الثقة مع تدوين عبارة “لا يفتح إلا عند الضرورة القصوى”…. وأطال الله في أعمار الجميع…
المصدر : alaan.tv … بقلم : لين أبو شعر