- Advertisement -

خدمة الـ”gps” في مصر.. استخدام غائب ينتظر التشغيل الفعلي

0 76

جهاز الملاحة الالكترونية المتصل بالأقمار الاصطناعيةالعربية نت :
“أول ما يقفز إلى ذهنك عند سماع أو قراءة كلمة الـ”GPS” أو خدمة تحديد المواقع، هو الموقف الذي تعرض له “مصري سيد أبوالعربي” (الممثل أحمد حلمي) في فيلم “عسل أسود”، عندما استأجر سيارة وحدد على شاشة الجهاز المرفق بالسيارة (الجي بي إس) كيفية الذهاب إلى الأهرامات وإذا بالجهاز يوجهه إلى برج القاهرة، وعندما طلب العون من أحد المصريين في الشارع عن إمكانية عمل الجهاز، إذ به يقوم بتشغيل الراديو كدليل على غياب هذه الثقافة عن المصريين رغم إطلاق الخدمة”.
ورغم موافقة جهاز تنظيم الاتصالات المصري منذ بداية العام الماضي 2009، على استخدام المواطنين لتقنية (جي بي إس) بشكل رسمي وشرعي, من خلال السماح باستيراد أجهزة تحديد المواقع في تليفونات المحمول والحاسبات والسيارات التي تحتوي التطبيقات المدنية دون تشغيل خدمات التتبع الآلي والمعروفة باسم (AVL)، إلا أن الخدمة لاتزال غير مستخدمة بنطاق واسع في الشركات أو محسوسة لدى المواطنين.

يقول أحمد محمد (طالب ثانوي): منذ 3 سنوات اشتريت جوالاً من الطراز الحديث، وبمرور الوقت وجدت بداخله أيقونة مكتوب عليها “gps”، ولم أعرف وظيفتها، بينما قمت بالضغط عليها أكثر من مرة، تظهر لي رسالة خطأ على الموبايل، مضيفاً: سألت العديد من أصدقائي ولم يجبني أحد.
في حين يؤكد طاهر محمود (مدرس) أنه قرأ عن هذه الخدمة من فترة طويلة على الإنترنت وعلم أنها ممنوعة في مصر.. وبعد أن تم إعلان رفع الحظر عنها – كما يقول – حاولت الحصول عليها، ولكن علمت أنني لن أستفيد بها لعدم السماح باستخدامها بشكل كامل، فأحجمت عن شرائها.
ويعتبر نظام تحديد المواقع (Global Positioning System‏) نظاماً ملاحياً يستخدم مجموعة من الأقمار الاصطناعية لتحديد الأماكن بشكل دقيق على سطح الأرض، ويمكن لمن يملك جهاز استقبال إشارات هذه الأقمار الاصطناعية أن يعرف أى موقع على سطح الأرض.
استخدامات ضعيفة
“خدمة تحديد المواقع الجغرافية ستكون معروفة عندما يتم السماح بها بشكل كلي في مصر”، هذا هو ما قاله المهندس طارق الحميلي خبير الاتصالات لـ”العربية.نت”، مشيراً إلى أن الخدمة موجودة حالياً في السيارات الجديدة والموبايلات والإسعاف والأتوبيسات السياحية، ولا يستخدمها سوى الشركات، ولكي تكون محسوسة من جانب الأفراد العاديين يجب أن يزول الحظر القائم على خدمات الملاحة.
ويتفق معه مهندس محمد النحاس، مدير عام شركة “بروتراك للمعلومات الجغرافية” قائلاً: إن استخدامات الـ”gps” لاتزال ضعيفة جداً في مصر، رغم إطلاقها بداية العام الماضي، مرجعاً ذلك لغياب الأجهزة التي يتم استخدامها في الخدمة، وعدم وجود دعاية كافية للتعريف بالخدمة، حتى إذا علم بها أحد الأشخاص فلن يتمكن من استخدامها.
وأضاف: “أن “الجي بي إس” لها علاقة قوية بالأمن القومي للدولة، فمعظم الدول تترك إدارة هذه التكنولوجيا للمؤسسات العسكرية بها، ولذلك لابد من تحديد مدى الحاجة لاستخدامها، وألا تنحصر في مجرد تطبيقات ترفيهية، خاصة أن شعوبنا تفتقر إلى ثقافة الاستخدام الأمثل للتكنولوجيات الجديدة، وهذا لا يمكن اعتباره سبباً في حظر جزء من الخدمة التي تأخرنا في تطبيقها عن غالبية دول العالم، بما تسبب في فجوة كبيرة.
دواع أمنية
وكان جهاز تنظيم الاتصالات المصري قد أرجأ استكمال طرح الخدمة بشكل كامل لدواع أمنية، وهو ما يؤكده مهندس محمد عبدالفضيل، مدير وحدة نظم المعلومات الجغرافية بوزارة الاتصالات سابقاً، والذي يقول: “إن التطور التكنولوجي عادة ما يتبعه صراع بين تأمين المعلومة ومحاولة البعض الوصول إليها”، فالأمن القومي كرؤية تختلف باختلاف المكان، على أن محاولة حصول دولة على معلومات عن دولة أخرى لا تعتبر جريمة، على حد قوله. مضيفاً أنه بتحول تكنولوجيا “الجي بي إس” للعمل في وضع الحركة بدلاً من الثبات، ظهرت مشكلة التتبع والتقاط الإشارات والتي أثارت مشكلات عديدة في كثير من بلدان العالم ومن بينها مصر.
وبسؤاله عما إذا كان الأمن القومي السبب وراء عدم إتاحة خدمات “الجي بي إس” بشكل كامل، أوضح عبدالفضيل أن المشكلة تكمن في اختراق الأنظمة الأمنية؛ فالولايات المتحدة الأمريكية ضمن أكبر الدول التي يحدث بها اختراقات للأنظمة رغم الحماية، مشيراً إلى أن عدم انتشار الخدمة يرجع إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المعلومات، من جانب الشركات الخمس التي حصلت على ترخيص تقديم الخدمة، ورغم الإجراءات تتزايد صعوبة الحماية إذا كانت المعلومة متحركة، ولا يعني ذلك تأخر التكنولوجيا الحديثة.
وحسب إحصائيات “اتحاد مشغلي شبكات الاتصالات المحمولة GSMA” فإن أكثر من 70% من الهواتف المحمولة التي ستخرج للأسواق العالمية من صنع جميع الشركات بحلول عام 2012 ستكون مزودة بتقنية “GPS” للملاحة الجغرافية، وهو رقم مشابه لما أعلنته قبل فترة “رابطة مصنعي السيارات العالمية للسيارات” التي ستزود بنفس التقنية.
تكنولوجيا تحديد المواقع
وبدوره أوضح المهندس عزت صبري، مدير تطوير الأعمال بشركة “زون للخرائط الرقمية”، أن مصر تأخرت كثيراً في طرح هذه التكنولوجيا، بينما مازالت سوريا وكوريا الدولتين الوحيدتين اللتين لم يتيحا “الجي بي إس” حتى الآن، كما أنه لا يوجد خوف نهائياً حالياً من حدوث أي تشويش على الإحداثيات نظراً لتوافر جيل جديد من الأجهزة التي تدعم تكنولوجيا تحديد المواقع بكل الأنظمة الأمريكية والأوربية والصينية والروسية، وبالتالي لا يمكن أن يحدث التشويش على المعلومات من الأنظمة الأربعة دفعة واحدة في نفس الوقت.
وعن تطبيقات الخدمة أشار إلى أن كمية التطبيقات التي يمكن استخدامها عبر هذه التقنية لا يمكن حصرها، فالأمر لا يقتصر على تحديد المواقع في استخدامات هذه التقنية، بل هناك العديد من التطبيقات مثل التعرف إلى مكان الوجود، وكيفية الوصول إلى موقع معين، والطرق الواجب سلوكها لتحقيق ذلك، وأماكن التكدسات المرورية للتعامل مع الأزمات المرورية، كما يمكن استخدام التطبيقات الدعائية مثل ظهور إعلانات عن منتج معين في حالة دخول صاحب المحمول في محيط دائرة مركز البيع لهذا المنتج.
وبعيداً عن التكهنات التي يطلقها الخبراء بين الحين والآخر عن تشغيل تقنية “الجي بي إس” بكامل استخداماتها، خاصة خاصية “التتبع أو الملاحة”، تظل أنظار المجتمع المصري بكل طوائفه في انتظار تحقيق هذه التنبؤات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.