إدوارد سنودن، عميل سابق لوكالة الأمن القَومي الأميركي NSA، وواحد من أشهَر خُبراء الأمن الإلكتروني في العَالم، وهو من أوائل الذين دقّوا نَواقِيس الخَطر حيال خُصوصية البيانات الشخصية، وسياسَات وكَالة الأمن القَومي الأميركي، التي تنتهك خصوصية الملايين من مُستخدمي الشبكة عبر تتبّع ورصد أنشطتهم.
يقول سنودن، “ليس لديك ما تقلق حياله إلا إذا كان لديك شيء تُخفيه، أليس كذلك؟”، تلك المَقولة الآن لا تُشكل أي عقلانية؛ خَاصةً مع قوانين وكالات الأمن، والاسْتخبَارات التي تَضعك أنت شخصيًا – كمواطن عادي- في تَصنيف التَتّبُع الاحتياطي المُعتدل.
هذا يعني أن أنْشِطَتك وتَحرُكاتك كلها على شبكة الإنترنت قد تُراقب دون أن تَعلم شيئًا، ولن يُمكنك اكتَشاف ذلك لو كُنت من غير المُتخَصّصين.
فيما يلي، نستعرض بعض الخطوات والنصائح الفعالة لسنودن، من أجل استعادة خصُوصيتك على الإنترنت.
تفاد الخدمات ذات الشعبية مثل: جوجل وفيسبوك و دروب بوكس
هناك من يُفَضلون البَقاء لمُدة أسبوع بلا طعام، ولكنهم لا يستطيعون قضاء يوم واحد بدون استخدام “فيسبوك”. لكن في حديث له يقول سنودن: “أستطيع أن اُصنف كلاً من غوغل، وفيسبوك على أنها مواقع خَطرة يجب على المُستخدمين تفاديها لحماية خصوصيتهم. كلاهما لديه حصته الوفيرة من فضائح الخصوصية بالفعل، وأرى أن ما يفعلونه ليس كافيًا لشعور المُستخدم بالأمان”.
موقع آخر مشبوه طبقا ًلـ”سنودن”، وهو موقع Dropbox، والذي يعمل كمنصة لتخزين الملفات، والبيانات. المنصة لا تحتوي على تشفير بياني مُحكم، أو قوي. بدلًا منها ينصح “سنودن” باستخدام موقع SpiderOak الذي يحتوي على تشفير بياني يمنع المُخّدم في الموقع حتى من رَصد النص الأساسي لصيغة البيانات؛ مما يجعله الخيار الأفضل للخصوصية.
[ads1]
[ads2]
شَفّر القُرص الصلب
ربما تقوم باستخدام كلمة مرور لملفاتك بالفعل؛ لكن تلك الخطوة ماهي إلا البداية في طريق حماية البيانات على القرص الصلب الخاص بحاسوبك. في مؤتمر SXSW عام 2014 الذي أقيم في ولاية «تكساس» الأميركية تحدث “سنودن” عبر الفيديو إلى آلاف من المُهتمين بالخصوصية، والأمان قائلًا إن الدفاع الأول، والأهم هو تشفير المحتوى، أو المصدر كدفاع ضد ما أسماه بـ “الفن المظلم” للعالم الرقمي.
تَشفير قُرصك الصَلب هو شيء مهم جداً لحماية بياناتك في حالة سرقة، أو فقدان الحاسوب، أو في حالة الاستحواذ عليه واختراقه.
ليس عليك أن تكون مُبرمجًا، أو متخصص في التكنولوجيا كي تفعل ذلك. بعض أنظمة التشغيل تأتي بخاصية تشفير للبيانات مثل: «Windows ultimate/Enterprise» . مستخدمو OSX يمكنهم استخدام برنامج FileVault 2 كما تنصح «آبل»، بينما مُستخدمو نظام Linux لديهم برنامج التشفير Ubuntu، الذي يـأتي ضمنيًا مع آخر الإصدارات.
وينصح الكثيرون بحل خارجي احتياطي وهو Symantec’s Endpoint Encryption، الذي يتميز بخاصية حماية البيانات المفقودة، والذي يقوم بحماية كل ما يتعلق ببياناتك في أي صيغة.
تفاد تتبع بياناتك باستخدام إضافات المُتصفح
المُعلنون، والمُسوقون على الإنترنت يَقومون بتجميع كَم هائل من البيانات للاستفادة منها في عِدّة نواحٍ منها: تحسين خبرة التسوق، وتحليل القدرات الشرائية، وغير ذلك من أجل الوصول للهدف الأمثل من الجُمهور المُستهدف. لو كنت تعتقد أنه لا بأس بتحسين خبرات التسوق عن طريق تحليل بيانات المُستخدم؛ فتذكر أن هناك الكثيرين أيضاً يمكنهم أن يعرفوا قائمة مُشترياتك.
متصفحات مثلChrome وIE10 تزودك بإعداد لعدم التتبع. لكن هناك مُتصفحات لا تَستخدم، أو توفّر لك تلك الميزة. لذلك فمن الأفضل استخدام إضافة Add on أو Plugin إضافي لتجهيل أنشطتك التَصفحية.
واحد من تلك التَطبيقات المُضافة هو: Ghostery الذي يوفر لك عدة نُسخ لأكثر من متصفح مثل Chrome، وFirefox، وopera، وsafari، أو حتى نظام تشغيل آندرويد، وآبل iOS للهواتف الذكية، والحاسوب اللوحي.
شَفّر طُرق تواصلك مع الآخرين: البريد الإلكتروني، والدردشة
قُم بحماية تواصلك الإلكتروني على هاتفك، أو حاسوبك بأبسط الوسائل. هناك نوع من الخدمات التي يُمكنها أن تقوم بتشفير محادثاتك، وبريدك الإلكتروني بشكل آمن، مثل خدمة Silent Circle التي تُزودك بعدة حلول، وخيارات لتأمين اتصالاتك المكتوبة والصوتية أيضًا عن طريق تحويل، وتشفير البيانات المُرسلة، والمُستلمة في فَترة عَملية التواصل ذاتها فقط للأشخاص، والشركات بدرجات، وسِعَات مُختلفة.
هناك أيضًا تشفير بريدك التبادلي مثل Outlook بخاصية ذاتية توفرها مايكروسوفت، أو يمكنك تشفير بريدك المُباشر على الإنترنت مثل Gmail أو Ymail عن طريق خدمة مُضافة مثل Hushmail.
أما بالنسبة للدَردشة، هناك أيضًا حَلّ تقني بسيط عن طريق الاستعانة بخدمة مثل ChatCrypt التي تقوم بتغيير صيغة بيانات الدردشة، وتُشفرها قبل إرسالها، أو استقبالها بسرعة تناسب الأوامر السريعة للدردشة، بحيث تغادر المُتصفح، وتعود إليه في صيغتها الأساسية بعدما تتغير في طريق الوصول. كما يمكنك وضع كلمة مرور لاستقبالها، وإرسالها أيضًا.
[ads1]
[ads2]
استَخدم مُتَصفح Tor لتصفح الشبكة
Tor هو الأحرف الأولى من جُملة The Onion Rout والذي سُمي بهذا الاسم لتشابه تقنية عمله مع الطبقات المتعددة، والمتراصّة كطبقات البَصَلة؛ بمعنى أن Tor يُستخدم تقنية تقوم بحجب، أو تمرير عنوان IP الخاص بك من خلال عدة أماكن، وأرقام عشوائية لا تسمح للمُتتبعات العادية أن ترصد أنشطتك، ثم يقوم بإلقاء بياناتك بشكل مُستمر عبر عدة مُخدمات وأكواد نصية عشوائية. لتبسيط الفكرة، تخيل سيارة تحاول الإفلات من أخرى تراقبها فتدخل في شوارع جانبية، وأزقة ضيقة، ثم تغير لونها، وأرقام لوحتها أثناء الاختباء.
بالفعل تلك النَصيحة من سنودن تُعد الأفضل على الإطلاق من حيث الأمن الإلكتروني، المُتصفح قانوني ولا توجد هناك عقوبات لاستخدام هذه التقنية إلا في الأنشطة غير الشرعية بالطبع. كما يوفر مُتصفح Tor الآمن خاصية حجب الـJavaScript، وهي الصيغة الأساسية لأغلب الإعلانات على الإنترنت، كما أنه متوفر بشكل مجاني لمُستخدمي Windows، وMac، وLinux.
انقر هنا للحصول على متصفح Tor.
عن :هافينجتون بوست عربي